لماذا يقاوم الأطفال الدراسة في المنزل؟
عندما سألت الأمهات والآباء عن أكبر تحدٍّ لهم، الجواب الأول كان: الواجبات المنزلية والدراسة.
“طفلي لا يحب أن يدرس!، طفلي يتهرب من الواجبات المنزلية!”
“لا أريد أن أقوم بواجباتي!”
هذه المقاومة لا تتعلق فقط بالواجب المنزلي نفسه؛ إنه تفاعل معقد بين عدة عوامل، خاصة في المراحل الابتدائية من التعليم. دعونا نتعمق في الأسباب التي قد تجعل الأطفال يقاومون الواجبات المنزلية والدراسة في المنزل، ونستكشف الاستراتيجيات لتغيير ذلك.
قلة الأنشطة التفاعلية في الواجبات المنزلية:
غالباً ما يركز المنهج التقليدي للواجبات المنزلية على التعلم عن ظهر قلب والتكرار، الأمر الذي قد لا يجذب اهتمام الطفل أو خياله. بدون الارتباط بالمادة أو الفهم الواضح لأهميتها، يمكن أن تبدو الواجبات المنزلية وكأنها مهمة شاقة وغير ملهمة.
الإرهاق والإحباط:
لا يزال طلاب المدارس الابتدائية يطورون مهاراتهم الوظيفية التنفيذية، بما في ذلك التخطيط والتنظيم وبدء المهام. فالطفل لا يعرف كيف ينظم نفسه ووقته ولا من أين يبدأ أصلاً.
قد تبدو كومة من الواجبات المنزلية غير قابلة للتغلب عليها بالنسبة للمتعلم الصغير، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والإحباط. يمكن أن تخلق هذه الاستجابة العاطفية ارتباطاً سلبياً بالدراسة، مما يجعل الأطفال يتجنبونها تماماً.
التعب والحاجة إلى اللعب:
بعد يوم طويل في المدرسة، غالبًا ما يشعر الأطفال بالإرهاق الجسدي والعقلي. إنهم بحاجة إلى وقت للراحة والمشاركة في اللعب غير المنظم، وهو أمر بالغ الأهمية لنموهم المعرفي والجسدي والعاطفي. يمكن أن يؤدي الضغط من أجل إكمال الواجبات المنزلية إلى التعدي على هذا الوقت المهم من التوقف، مما يجعل احتمالية الدراسة أقل جاذبية.
عدم وجود الحكم الذاتي/الاستقلالية Autonomy:
الواجبات المنزلية، بحكم طبيعتها، يتم تعيينها، مما يعني أن الأطفال ليس لديهم خيار كبير في هذا الشأن. هذا النقص في الحكم الذاتي/الاستقلالية يمكن أن يكون محبطًا. عندما يشعر الأطفال أنه ليس لديهم سيطرة على أنشطتهم، فإنهم أقل عرضة للانخراط عن طيب خاطر.
استراتيجيات لتعزيز تجربة الواجبات المنزلية الإيجابية:
- تخصص منطقة الواجبات:
تخصيص منطقة هادئة ومضاءة جيداً لأداء الواجبات المنزلية والدراسة. يمكن للمساحة المخصصة أن تجعل الواجب المنزلي يبدو وكأنه نشاط خاص أكثر من كونه عملاً روتينياً
- مراعاة الاهتمامات:
قم بتخصيص الواجبات المنزلية لتشمل الموضوعات التي تهم طفلك. وتزداد مشاركتهم واندماجهم عندما يرى الأطفال وجود صلة بين اهتماماتهم ومهام التعلم الخاصة بهم.
- تقسيم المهام:
ساعد طفلك على تقسيم الواجبات المنزلية إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة. احتفل بإكمال كل جزء لتعزيز شعورهم بالإنجاز وتقليل مشاعر الإرهاق.
- إنشاء روتين:
تعيين روتين ثابت للواجب المنزلي يتضمن فترات راحة يساعد الطفل التنبؤ بالأنشطة. وهذا الهيكل الذي يمكن التنبؤ به يساعد في تسهيل الانتقال من وقت اللعب إلى وقت الدراسة.
- التمكين بالاختيارات:
تقديم خيارات محدودة، مثل ترتيب المهام أو طريقة الدراسة أو نمط الدراسة، وهذا الحكم الذاتي بدوره يعزز الدافعية عند الطفل.
- التشجيع والدعم:
التعزيز الإيجابي يقطع شوطا طويلا.ً امتدح الجهود، وليس النتائج، وكن متاحاً للمساعدة إذا كان طفلك يعاني حقاً.
- تعزيز التوازن:
تأكد من وجود متسع من الوقت للعب والراحة والأنشطة اللامنهجية. يمكن للروتين اليومي الشامل أن يمنع الواجبات المنزلية من الشعور بأنها عبء لا داعي له.
في الختام، مقاومة الطفل للواجبات المنزلية ليست تحدياً للتعلم ولكنها استجابة طبيعية لمختلف العوامل الأساسية. ومن خلال فهم هذه التحديات واعتماد استراتيجيات داعمة، يمكننا تحويل الواجبات المنزلية من مهمة مخيفة إلى فرصة للنمو والتعلم وحتى الاستمتاع.